الرد على : إتيان المرأة في دبرها

بسم الله الرحمن الرحيم
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ (223)

قول الله عز وجل (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ) أرد بذلك توضيح كل ما يخص بالمحيض من ( الدم + مكان الحيض + زمان الحيض ) وهذا للتوضيح ، لأنهم ثلاث نقاط متصلين ببعضهم البعض .

فهل دم المحيض أذى للرجل والمرأة ؟ …. نعم للاثنين معاً ، لأن الآية أقرت بذلك … لأن دم المحيض هو دم يحتوي على أنسجة غير حية وهذا يعرض الطرفين لأضرار صحية ، غير أن المرأة تكون بحالة ضعف شديدة في قوتها وجسدها ، بدليل أن الله سبحانه وتعالى رخص لها عدم الصيام والصلاة في هذه الفترة ، فرحمة الله الواسعة على عباده ، فأمر الرجل أن يعتزل المرأة في هذه الفترة لكي لا يرهقها بأكثر مما هي عليه .

وقول الله عز وجل (فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ) …

فهذا الوضوح في المعنى يكشف زيف أعداء الإسلام ، لأن المعني يوضح أن على الرجال أن لا يقربوهن في المحيض ( أي في مكان الحيض ) .. وكلمة حتى يطهرن .. تؤكد أن القصد بمكان المحيض وليس المرأة ككل ، فهي حلال لك في هذا التوقيت دون المباشرة الجنسية …. فما فوق السرة وما فوق الملابس فهو مباح .

أما الخرافات التي تنسب للمرأة في هذه الفترة بالكتاب المقدس فليس لنا بها شأن ، فالمرأة عندهم نكره بدون حيض أو بحيض

وتطهرن تعني أن يغتسلن استجابة لتشريع الله لهن بالتطهر ، فلا مباشرة قبل الاغتسال

فالله عز وجل أحب أن يوضح لعباده أن حبه للذين يتوبون إليه مماثلة للذين يتطهروا … فالله عز وجل يحب منك أيها العبد أن تتطهر مادياً ومعنوياً
ونظراً لخرافات أهل الكتاب ، فكان اليهود يدعون أن الرجل إذا أتى امرأته من خلف ولو في قـُبلها ( بضم القاف… أي مكان الإتيان) جاء الولد احول ( اللهم احول أبصار كل ضال ) … فلعدم صحة هذه الخرافة قال تعالى :

نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِين

فما المقصود من كلمة حَرْثٌ ؟
فالحرث هو مكان استنبات النبات … وقال تعالى ( ويهلك الحرث والنسل ) 205 البقرة

فأتوا يا معشر الرجال نسائكم في مكان الحرث أي مكان الزرع ، زرع الولد ، أما المكان الذي لا ينبت منه الولد فلا تقربوه .

ولكن النصارى لجهلهم ومحاولاتهم الفاشلة للتشكيك في القرآن ، يدعوا أن الآيتين يناقضوا بعضهم البعض … فآية يقول الله (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ) والآية الأخرى تقول (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) أي إتيان المرأة في أي مكان … ولا حول ولا قوة إلا بالله …. فهذا خطأ

لأن قول الله عز وجل (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ ) يعني محل استنبات الزرع ، والزرع بالنسبة للمرأة والرجل هو الولد ، فأتها في المكان الذي ينجب الولد على أي جهة شئت … لأن ما جاء عن أهل الكتاب هو خطأ وجهل ولا أساس له من الصحة.

وقول الله عز وجل (وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ) .. أي إياك أن تأخذ المسألة استمتاع جنسي فحسب (كما يدعي النصارى أن النكاح في الإسلام للمتعة فقط) بل يريد الله سبحانه وتعالى أن يظهر لك أيها المسلم أن العملية الجنسية في أصلها هو الإنجاب … فلا تأخذوا المتاع اللحظي العاجل علي أنه الغاية بل خذوه لما هو آت .

يا الله : ماذا نقدم لأنفسنا ؟
ماذا نفعل حتى لا نشقى بمن يأتي من مولود ؟

أخي في الله
عليك أن تتبين هذه العملية فقدم لنفسك شيئاً يريحك ، وافعل ما علمنا به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : فساعة تأتي هذه النعمة وتقترب من زوجتك لابد أن تسمي الله وتقول (( اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني ))

فعندما يأتي المسلم أهله وينشأ وليد ، فلن يكون للشيطان عليه دخل … وقال العلماء : لا يمكن أن يؤثر فيه سحر ، لماذا كل ذلك ؟

لأنك أخي المسلم ساعة استنبته أي زرعته ، ذكرت المنبت وهو الله عز وجل ، وما دمت ذكرت المنبت الخالق فقد جعلت لابنك حصانة أبدية فينعم عليك الخالق بالولد الصالح ، هذا الولد يدعوا لك ولسائر المسلمين ، ويعلم أولاده أن يدعوا لك ولسائر المسلمين ، وأولاد أولاده يدعون لك ولسائر المسلمين ، وتظل المسألة مسلسلة فلا ينقطع عملك إلى أن تقوم الساعة، وهنا تكون قد قدمت لنفسك افضل ما يكون التقديم .

وعلى عكس ذلك ينشأ الطفل الذي ينسى والده ذكر الله عندما يباشر أهله فيقع أولاده فريسة للشيطان .. والعياذ بالله .

أخي المسلم … لا تغضب ربك في أي عمل من هذه الأعمال ، وكن على حذر فإنك ملاقي الله عز وجل ، فلا تشك في هذا اللقاء ولا تتخاذل … فمادمت ستتقي الله وتكون على يقين أنك تلاقيه فلم يبقى لك إلا أن تـُبَشَّر بالجنة .

الشيخ / محمد متولي الشعراوي

.

راجع هذا الموضوع

.

أضف تعليق